الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى،

للعقول النيرة و للقلوب الطيبة :
كن حامدا شاكرا لله من لب قلبك و أنت في عز البلاء و الابتلاء و لتنظر بعين مدبر يرى الرحمة في كل أمر أنزله الله تعالى لا بعين بائس يائس لا يرى إلا شرا، فرب الخير لا يأتي إلا بخير سبحانه..
ما أجمل أن ينظر الله إلى قلبك ويجده صابرا محتسبا {إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب} نعم العبد لا يحمله البلاء على الخروج عن طاعة الله و التسخط و التذمر بل نعم العبد مقبل على طاعة الله حبا و قربا ، خوفا و رجاء ...
أحبتي، الابتلاء الذي يقربك الى الله خير من نعمة تبعدك عن ذكر الله ففي مثل هذه الأزمات انشرو الخير بينكم بشروا و لا تنفروا فمنا من ابتلي في أحبابه أخبروهم أن الذي خلقهم أحن عليهم من أم أنجبتهم أخبروا الذين فقدوا أحبتهم أن الله كفيل بهم فكم من البشر غسلت وكفنت و دفنت لكن روحهم الخبيثة صعدت الى بارئها وكم من مؤمن، عابد، قانت، تقي، صالح.... توفاه الله في هذه الأزمة تكفل الله به و هو خير كفيل ووكيل.
أحسنوا الظن بربكم يا معشر الطييبين فلو كان الجسد أهم من الروح ما كانت الروح تصعد إلى بارئها و الجسد يدفن تحت التراب فتأكله الديدان.
يا معشر الطييبين،
هذا الوباء هو مجرد فيروس لا يرى بالعين المجردة فما بالك {إذا رجت الأرض رجا و بست الجبال بسا..} نسأل الله الثبات.
يا معشر الطييبين،
في مثل هذه الظروف هي فرصة عظيمة لنغسل قلوبنا و نطهر نفوسنا و إن كنا غافلين نعد و إن كنا محسنين نزد و إن كنا متعبين نلجأ إليه فلا ملجأ و لا منجا من الله إلا إليه و أن كنا عاصين نتب.
يا معشر الطييبين،
فرصة لتتلوا القرآن بعين قلبك لا بلسانك و تتدبره و تستشعر لذته وتتلمسه في واقع حياتك فرصة لتتعرف على أخلاق نبيك محمد
صلى الله عليه وسلم و تتأمل قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام جميعا.
فرصة لتجعل من بيتك مسجدا و تكون لأهل بيتك دافئا و تغدقهم حبا فرصة لتعلم أن ما عندك من خير فهو نعمة عظيمة.
فرصة لمن يشكوا الجلوس بالمنزل أن يحمد الله تعالى على بيت يأويه ويتفكر فيمن يعانون في الحروب بلا أهل و لا أحبة أولئك الذين لا مأوى و لا زاد لهم. كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : { من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا }.
فرصة لتعلم أبناءك أن هذا الوباء محنة تحمل في طياتها المنح لمن رضي بأمر الله تعالى عوض أن تسبوا و تلعنوا.
فرصة لتعينوا إخوانكم و تعيلوا أسر اليتامى و المحتاجين و المساكين و أبناء السبيل.
فرصة لأقول لمن توقف مدخوله اليومي لا تقنطوا من رحمة الله فالذي رزقك و أنت في بطن أمك سيرزقك و أنت في أمس الحاجة إليه سيسخر لك من عباده الصالحين من يعينك في عز هذه الازمة فأصبر و احتسب ..
يا معشر الطييبين،
الطرق لا تسد على من أيقن أن عند الله المخارج.
لابد من الفرج و لو بعد حين فبين الصخرتين ينبت الزهر و بعد العسر يسرا كما قال الحق سبحانه : {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} فصبر جميل و تفاءلوا خيرا تجدوه .
و ختاما، أسأل الله تعالى أن يرفع عنا و عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم البلاء و الوباء و يكشف الغمة و يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجميعن ويجعل هذا الوباء سببا في هدايتنا و ثباتنا على الحق حتى نلقاه و هو راض عنا سبحانه والحمد لله رب العالمين..
Commentaires
Enregistrer un commentaire